منال الصيفى: عملى «مساعدة» فى «فوضى» شاهين عطلنــى.. ومشاهــد الأكشن فى «المش مهندس» وترتنى
قدمت المخرجة منال الصيفى أول أفلامها الروائية الطويلة «منتهى اللذة» قبل ثلاث سنوات.. وتوقع الكثيرون وقتها أن تكمل عملها بانضمامها إلى جيل هالة خليل وكاملة أبوذكرى، ممن يقدمن سينما مختلفة لكن مشوارها تعطل قليلا خلال تلك الفترة، بسبب عملها مساعدة مخرج مع الراحل يوسف شاهين فى فيلم «هى فوضى»، لتعود مجددا بفيلمها الثانى «المش مهندس حسن» الذى يعرض حاليا، وكانت المفاجأة أنه ينتمى للكوميديا.
■ فيلم «المش مهندس حسن» مختلف تماما عن فيلمك الأول الذى ينتمى للنوعية الرومانسية؟
- لأننى رفضت أن يتم تصنيفى فى نوع معين من الأفلام، والفيلم تجربة جديدة بالنسبة لى، فهو من النوع اللايت، وقد أحببت أن اخوض هذه التجربة خاصة أن الفيلم كان محددا عرضه فى العيد قبل تعاقدى عليه وهو ماشجعنى للاستمرار فى التجربة رغم شعورى ببعض القلق خوفا من عدم عرض الفيلم فى العيد.
■ ولكن أليس الموسم صعبا فى ظل منافسة أفلام كوميدية أخرى، خاصة فى ظل تواجد محمد هنيدى؟
- لقد أصبحت السنة كلها مواسم، ولم يعد هناك موسم معين، فبخلاف العيدين هناك نصف العام وقبل العيد وغيرها، كما أننا مختلفون، فالفيلم ليس كوميديا فقط، بل هو كوميدى تراجيدى رومانسى.
■ هل قصدت منذ البداية تقديم هذا التنوع؟
- بالفعل.. وقد كنت أرغب فى تقديم فيلم بهذه النوعية المكونة من كوميديا وأكشن ورومانسى، وحين جاءتنى الفرصة لتقديمها، لم أتوان وسعدت بها جدا.
■ هل واجهت صعوبة فى تقديم الكوميديا؟
- كانت الصعوبة فى النظر للفيلم ككل، وبيان مواطن الكوميدى فيه، وأيها يكون تراجيديا، وأين أضع الأغانى وهكذا.
■ قدمت محمد رجب بشكل مختلف عما اعتاده الجمهور من تقديمه لأدوار الشر.. فهل واجهتك صعوبات ؟
- محمد رجب كوميديان فظيع على طبيعته، وطول الوقت لديه ملكة إضحاك من حوله، ولكنه كان قلقا جدا ومرعوبًا من تقديم الكوميديا وإلقاء الإفيهات.
■ وكيف استطعت إزالة هذا القلق منه؟
- بجلسات العمل التى جمعتنا، وبالمناقشات، وقد كان سلسا فى توجيهه وإدارته.
■ وكيف استطعت إقناعه بالغناء؟
- ما قدمه محمد رجب فى الفيلم ليس غناء، بل كان أداءا فى دويتو قصير مع دوللى شاهين، وخرج الدويتو «دمه خفيف»، على عكس أحمد راتب، فصوته حلو جدا وقد سبق أن سمعته يغنى فى مسلسل وأعجبنى صوته جدا.
■ كثيرات اعتذرن عن دور دوللى شاهين، رفضا لأن تكون أى منهن «سنيدة» لمحمد رجب ؟
- بالفعل كانت هناك مرشحات كثيرات قبل دوللى، ولكنها قدمت الدور بشكل جيد، كما أننى قدمتها بشكل مختلف كطالبة جامعية.
■ أليست دوللى ومحمد كبيران على تقديم دورى طالبين جامعيين؟
- دوللى ليست كبيرة فى السن، فهى مناسبة لتقديم طالبة جامعية، بينما محمد رجب يقدم دور طالب راسب فى كلية الهندسة.
■ أى المشاهد وجدت صعوبة فى تصويرها؟
- مشاهد الأكشن، لأننى لا أحب مشاهد الضرب، وأتوتر عند تصويرها، ولكننى أرى أن المشاهد الكوميدية صعبة فى تقديمها بل أصعب من التراجيدية، لأن إضحاك الناس ليس مسألة سهلة.
■ أنهيت تصوير الفيلم فى مدة قصيرة؟
- بالفعل.. فقد صورت فى ٦ أسابيع ويومين فى الغردقة والقاهرة.
■ سمعنا عن مشاريع كثيرة لك قبل تقديمك «المش مهندس حسن»، ولم نر أيا منها؟
- ليست كثيرة لهذه الدرجة، فبعد «منتهى اللذة» كان أمامى ٣ سيناريوهات لتقديمها وهى «موكا» الذى حمل اسما أخر هو «دموع وملاك» و«قاتل ومقتول» و»المش مهندس حسن».
■ حقق الفيلم إيرادات منخفضة فى أول أيام عرضه تأثرا بعدم عرض نسخه كاملة..
- بالفعل، فقد بدأ عرض الفيلم يوم الخميس الماضى دون أن يعلم أحد عن ذلك، ولم تكتمل نسخ الفيلم إلا فى ليلة العيد، وقد ساعد اكتمال النسخ فى قفز الإيرادات لتكون الأعلى بين إيرادات الشركة الموزعة والمعروضة فى العيد، والحمد لله الناس أحبت الفيلم.
■ ولماذا تأخرت ٣ سنوات لتقديم عمل ثان بعد «منتهى اللذة»؟
- لأننى عملت كمساعدة مخرج مع أستاذى الراحل يوسف شاهين، وهذا عطل عملى قليلا، لكننى عملت ذلك بطيب خاطر.
■ وكيف استفدت من العمل مع شاهين؟
- تأثرت به إنسانيا بشكل كبير وليس على المستوى المهنى فقط، وقد كانت وفاته مؤثرة فىّ بشكل أكبر من وفاة والدى، فحين توفى والدى كنت صامدة بسبب وجود شاهين الذى اعتبرته مثل أبى.
جومانة مراد: استعنت بدوبليرة فى لقطتين فقط من «شعبان الفارس»
رغم حرص السورية جومانة مراد على قضاء إجازة العيد كل عام مع أسرتها فى سوريا فإنها فضلت قضاء أول أيام عيد الأضحى هذا العام مع أسرة فيلم «شعبان الفارس» ومشاركتهم فى حضور أكثر من عرض جماهيرى، للاطمئنان على الفيلم ورصد ردود أفعال الجمهور.
تقدم جومانة فى الفيلم شخصية «لميا» أحد أفراد العصابة التى تقف فى مواجهة شعبان (أحمد آدم) وابنه عمر (هادى خفاجة) ويحدث سوء تفاهم بين لميا وشعبان طوال أحداث الفيلم ينتج عنه العديد من المفارقات الكوميدية إلى أن تنكشف الحقيقة فى النهاية.
تقول جومانة: رغم متاعب التصوير الخارجى لهذا الفيلم فإن جوا من الألفة وروح الجماعة كان مسيطرا على كل فريق العمل وهذا جعلنا نتغاضى عن متاعب كثيرة منها برد قارس وتصوير بالليل فى طريق الإسكندرية الصحراوى، فضلا عن المطاردات التى شاركت بها والتى كانت تحمل مخاطرة كبيرة أيضا على كل المشاركين بها.
وتضيف: أهم ما جذبنى لدور لميا أنه يختلف تماما عن الدور الذى قدمته فى «كباريه» – آخر أعمالى السينمائية – والاختلاف كان فى الشكل، حيث ظهرت بـ«لوك» مختلف، وأيضا فى المضمون حيث يختلف هذا الدور من حيث الدراما عن كل الأدوار التى قدمتها من قبل.
وعن ترتيب اسمها على تيترى الفيلم ووضعها على الأفيش قالت جومانة: رغم عدم اتفاقى على كل هذا فى تعاقدى مع المنتج أحمد السبكى إلا أنه وضعنى بشكل يليق بى تماما ببنط جيد وترتيبا بعد اسم أحمد آدم، وأنا أشكره على هذا، وهناك ثقة كبيرة متبادلة بيننا، ولو شاركت فى أى فيلم مستقبلا مع أى منتج آخر سوف استشير السبكى فى أى شىء.
وأشارت جومانة إلى أنها استعانت بدوبليرة فى لقطتين فقط من لقطات مشاهد المطاردات بين العصابة وبين الشرطة، وأوضحت: فى شغلى عموما لا أحب الاستعانة بدوبلير، لكن فى هذا الموقف تحديدا كنت مصابة بنزلة برد شديدة بسبب التصوير فى صحراء الإسكندرية ليلا، لذا استعنت بدوبليرة فى لقطتين بهما حركة سريعة .
البطل .. خالد أبوالنجا: أخطاء المونتاج أفسدت ترتيب المشاهد
رامز شاب يبحث عن فتاة بمواصفات قياسية، لكنه يقع تحت تأثير السحر ويحب فتاة بدينة تدعى نسمة ويراها رشيقة للغاية، وفى النهاية يزول تأثير السحر ويراها على طبيعتها فيرفض خطبتها ثم يعود إليها ويتزوجها لأنه أحب جوهرها أكثر من شكلها.. تلك هى ملامح الدور الذى قدمه خالد أبوالنجا فى فيلم «حبيبى نائمًا».
وعلى قدر سعادة خالد بتقديمه دور كوميدى من الألف إلى الياء، على قدر استيائه الشديد من تريلر الفيلم.
■ وضح وجه اعتراضك على تريلر «حبيبى نائما»؟
- انزعجت جدا من التريلر الأول للفيلم، فقد مضيت عقد «حبيبى نائما» باعتبارى البطل وتعاملت على هذا الأساس طوال فترة التصوير والمونتاج، ثم فوجئت بعدم وجودى فى التريلر، فكلمت المنتج محمد السبكى فأكد لى أن هناك برومو آخر تنفذه ندا السبكى، فأطمأنيت وانتظرت، لكننى انزعجت للمرة الثانية حين رأيت البرومو الثانى لأن مستواه الفنى سيئ للغاية، كما أن مساحة وجودى فيه لا تتناسب وقيمتى الأدبية، لأنى أظهر فى لقطات بسيطة كأننى لست بطل الفيلم، بالإضافة إلى أن هناك حذوفات كثيرة فى المونتاج جاءت على حساب المستوى الفنى للعمل، لكنى فى النهاية لا يحق لى الاعتراض على هذا لانه مسؤولية المخرج.
■ وما الذى اثار استياءك فى مونتاج الفيلم؟
- أشياء كثيرة ومنها أغنية أسمها «حدرجى بدرجى» طالبت بحذفها لأنها ضد دراما الفيلم، لأنها تتحدث عن السحر، ويفترض أن البطل والبطلة لا يعلمان شيئا عن السحر، وبعدما اتفقت على حذفها فوجئت بأنها موجودة بالفيلم، لذلك قررت ألا أعمل مع المنتج محمد السبكى مرة أخرى، لأنه – بصراحة شديدة – يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة.
■ هل يعنى هذا عدم رضاك عن الفيلم؟
- بالعكس فقد بذلنا جهدًا كبيرًا فى الفيلم، وأثناء حضورى أكثر من عرض جماهيرى لاحظت إعجاب الناس بالعمل ككل وشعرت بثمرة جهدنا، لكننى صادق مع نفسى ومع من حولى ولهذا أفصح عن أى شىء يزعجنى.
■ وجودك فى دور كوميدى من الألف للياء – لأول مرة – هل تعتبره بداية فنية جديدة لك؟
- بالتأكيد فأنا أحب الكوميديا منذ أن كنت طالبا بهندسة عين شمس وكنت أشارك فى مسرحيات بأدوار كوميدية، وحتى حين درست فى الجامعة الامريكية بعد ذلك كنت أشارك على مسرح الجامعة بأدوار كوميدية، لكننى حين دخلت الوسط الفنى اشتهرت بأدوار دراما عادية فى «مواطن ومخبر وحرامى» و»سهر الليالى» وبعد ذلك عملت أدوار لايت كوميدى فى عدة أفلام منها «حرب ايطاليا» لكننى استغرقت وقتًا حتى وصلت للمشاهد بالأدوار الكوميدية، ولكل هذه الأسباب أعتبر تجربة «حبيبى نائمًا» بمثابة «تراك» جديد أو لون فنى جديد أتوقع أن أحقق خلاله نجاحًا كبيرًا لأنى أحبه.
■ فى مشهد النهاية وجدناك بدينا، وهذا لم تكن له أى مقدمات، فماذا قصدت من هذا؟
- قصدت توضيح أن الشكل من الممكن أن يتغير، ثم إن رامز كان يبحث منذ بداية الفيلم عن فتاة بمواصفات قياسية، لكنه بعد أن أحب نسمة بصدق، عرف أن الحب الحقيقى هو حب الجوهر وليس حب الشكل، وهذا هو مورال الفيلم، أردنا توضيح أن الجمال لا يدوم.
■ فى البداية كنت شابا يبحث عن فتاة أحلام بمواصفات قياسية، كيف تنازلت فى النهاية وتزوجت من فتاة بدينة جدًا؟
- فى النهاية تزوجتها لأنى احببت صفاتها، فى بداية معرفتى حقيقتها شعرت بصدمة وابتعدت عنها، لكننى بعد ذلك شعرت أننى أحبها بصدق، وواجهت نفسى بحقيقة أنه لا شىء تغير فيها سوى قوامها، ولهذا السبب عدت اليها وتزوجتها.
■ نسمة كانت قاسية وعنيفة جدا فى تعاملها مع رامز فما الذى جعله يتحملها؟
- أى شخص حين يحب بصدق ويتعلق بحبيبته يتحمل منها أى شىء واى عنف، وهذا اتضح حين تحدث صديق رامز وقال له «مرة رجلك ومرة ايدك ايه اللى غاصبك على كده» مشيرًا إلى إصابات رامز، لكن رامز رد عليه قائلاً: ما معناه إنه يحبها بجد.
■ فى مشهد دخول نسمة شقتك لماذا خرجت بشكل طبيعى رغم أنك قبلها كنت «مزنوق» وتريد قضاء حاجتك؟
- هذا خطأ فى المونتاج، وهى ملاحظة حقيقية، كان يفترض أن يوجد مشهد يوضح ذلك وقد صورناه بالفعل لكنه تم حذفه فى المونتاج ولا أدرى لماذا، وهناك خطأ مونتاج آخر فى مشهد أضع فيه شاش اسود على ذراعى بعد فترة كانت ذراعى فى الجبس، وكان يفترض أن تكتب عبارة «وبعد مرور فترة» لكنى فوجئت بعد عرض الفيلم بعدم كتابة أى شىء.
■ الا تتفق معى أن الإفيهات المكتوبة بالسيناريو كانت اقل بكثير من الكم المتوقع فى أى فيلم كوميدى؟
- أتفق معك تمامًا وهذا جعلنى أبذل جهداً أكبر لصناعة إفيهات، اعتمادا على أدائى كممثل، فاعتمدت على كوميديا الموقف واجتهدت فى ذلك أنا والمخرج.
■ فكرة الفيلم مبنية على الفانتازيا من خلال السحر، فهل تؤمن بالسحر؟
- لا أؤمن بالسحر واعتبره خرافة، كما أعتقد أن قوة الإرادة والإيمان بالله يجعلان الإنسان أقوى من أى قوة أخرى تتحداه.
■ هل شعرت بمتاعب فى مشهد النهاية الذى ظهرت خلاله بدينا؟
- كنت أتوقع أن هذا متعب لكننى اكتشفت أنه يفيد الممثل جدًا، فبعد أن عملت ماكياج الشخص البدين ووقفت أمام المرأة، شعرت أننى بدين فعلا ولاحظت تغيير فى نبرة صوتى وهذا دليل على دخولى فى المود.
■ أخيرًا هل كان لديك أى تحفظ على الفيلم لكونه مأخوذاً عن فيلم «شالو هال»؟
- لا بالعكس لأننا كتبنا هذا على التيتر، كما أن «شالو هال» ليس هو الأصل، فهو مأخوذ عن فيلم آخر إسبانى وهذا الفيلم الإسبانى مأخوذ فى الأساس عن فكرة إغريقية لأمير يبحث عن فتاة أحلامه وبعد أن يشرب شيئًا ما، يحب فتاة يكتشف فيما بعد أنها خادمته، والاقتباس مشروع ويحدث فى السينما باستمرار.
«رامى الاعتصامى».. كلام فى السياسة من باب «التهريج»
نحن أمام مراهقة سينمائية تعنى أن الفيلم لم يبلغ الحد المعقول من النضج الفنى فى مجمل عناصره، خاصة الأساسية منها -وإن كانت كل عناصر الفيلم أساسية فى رأينا- فالسيناريو شديد الشبه بفكرة فيلم «أنا مش معاهم» لأحمد عيد..
حيث الشاب المنحرف رامى الذى يحاول استمالة فتاة بشتى الطرق (يارا آخر حاجة)، مما يجعله يتورط دون قصد فى مغامرة سياسية مفتعلة (تكوين جروب على الفيس بوك اسمه «يالا نغير النشيد الوطنى» يتحول على إثرها لشخص مشهور (زعيم اعتصامى أمام مجلس الوزراء)..
وتتحول القضية العاطفية البسيطة إلى مسألة (تغيير النشيد والعلم) ومصادمات ومظاهرات وخلافه.
ورغم كون الفكرة تنتمى لكوميديا الفودفيل (أى كوميديا المفارقات وسوء الفهم والتصرف).. إلا أن ادعاء هذه الأفلام بأنها كوميديا سياسية يجعلنا دوماً أمام أزمة التناول السطحى وخلط الجد بالهزار فى تشوش وافتعال واضحين.. وتتضح الأزمة أكثر عندما نقارن تلك الأعمال بما قدم من قبل من كوميديا سياسية تعتمد على نفس خط المبالغة والمفارقة،
لكن مع درجة من النضج والحساسية الفنية والرؤيا السياسية (الإرهاب والكباب والنوم فى العسل).. ولكن نموذج «رامى الاعتصامى» يسير على نفس وتيرة أفلام مثل «عايز حقى» و«ظاظا» وكلها محاولات غير ناضجة ذات رؤية مباشرة تتمسح فى السياسة ولا مانع من دخول مشكلة العشوائيات التيمة التى أصبحت مثل الكباريه والراقصة فى سينما الخمسينيات..
فهى جزء من الخلطة التجارية التى تتمسح فى الرسالة الاجتماعية داخل أى فيلم يراد له النجاح، فالحكومة فى كل الأفلام تهد العشش (فى واحد من أكثر مشاهد الفيلم سذاجة وبدائية).. وبالتالى كان من الأجدى أن يذهب أصحابها للاعتصام من أجل مسكن وليس من أجل شىء غير مؤثر فى حياتهم مثل العلم والنشيد..
ثم بالطبع التيار الإسلامى بلحاهم وأزيائهم البيضاء التى لم نعد نراها أو نراهم بها.. لكى تكتمل طبقات المجتمع من وجهة نظر السيناريو ويصبح هدف كل طبقة تغيير النشيد والعلم دون أن ندرى مثلاً لماذا يريد الإسلاميون تغييره!
وبإقحام طفولى لفكرة تدخل أمريكا فى السياسة الداخلية متمثلة فى هيئة المعونة التى تضغط على والد رامى لدعم الاعتصام.. ويصل الفيلم إلى أقصى درجات التشوش والمراهقة عندما يبدأ كل فريق فى وضع نموذج للنشيد والعلم الذى تتخيله وهنا نتوقف لنتساءل ماذا يريد هذا السيناريو الغريب، فهو أولاً يخلط بين الطبقة والتيار السياسى،
فالإسلاميون ليسوا طبقة اجتماعية ولكنهم تيار ووضعهم فى تصنيف طبقى مع العشوائيات والأغنياء يدل على جهل فى الطرح.. كما أن اختصار تجربة شباب الفيس بوك فى طبقة أولاد الأغنياء يضر تماماً بسمعة شريحة مهمة من المثقفين الشباب الذين يستغلون هذا الموقع المهم (وكأن الكاتب لايدرى مثلاً عن جماعة ٦ أبريل وغيرها شيئاً)..
كما أن اختيار نموذج مثل تغيير النشيد والعلم يجعلنا نتساءل هل قصد السيناريو أن يكون الشباب على هذه الدرجة من التفاهة والسطحية؟ أم أنه يعتقد أنه يتحدث فى تابوهات سياسية مثل التوريث أو الـ٢٧ سنة حكماً؟
ألا يدرى أن اختيار الرمز أو النموذج الدرامى جزء من أصالة الفكرة وموضوعيتها حتى لو كانت لا معقولة وحتى لو كانت مجرد محور لفيلم كوميدى تجارى..
ولماذا لم يكسر السيناريو تابوهات السينما المصرية مثل الفقيرة التى تقول للشاب الغنى (سيبوا لنا الشرف نموت بيه)، بعد أن كاد أن يغتصبها.. أو الحرامى الذى يسرق موبايل يا ولداه لأنه كان «جعان» (التطور التكنولوجى للبؤساء).. أو أن الإرهابيين دائماً إسلاميون وذوو لحى أما كان بالإجدى أن يتخلص الكاتب من هذه الأكليشيهات التى فقدت منطقها ومبررات وجودها؟!
إنه حتى لم يتمكن من إحداث توازن بين شخصية الشيخ المتطرف والشيخ المعتدل، بل ظهر المعتدل فى أداء إيهاب فهمى وكأنه يهودى ماكر يبتسم فى خبث وكأنه يدبر شيئاً فى الخفاء للجميع.. ثم نراه يعترض على استخدام العنف فى النهاية..
وهل النقد الاجتماعى أن نرى مواطناً يأخذ عزاء والده الذى توفى فى طابور عيش ثم فى المشهد التالى قطعتين من الجاتوه أمام شاب وفتاة من الطبقة الغنية..
وهى مقارنة بصرية خائبة وهل يكفى أن يكون رئيس الوزراء شبه د.نظيف وأن نرى عساكر الأمن المركزى وهم يلتهمون مؤخرات وصدور فتيات الفيس بوك المعتصمات (اعتصام خمس نجوم) لكى يكون هناك رسالة سياسية من وراء الديكور المسرحى الفقير وحركة الكاميرا الساذجة التى تفتقد الأسلوبية أو الرؤيا أو النضج الإخراجى..
صحيح أن الفيلم تجربة أولى لمخرجه ولكن هذا لا يعنى أن يأتى فى مستوى بدائى وساذج بكاميرا تتراقص طوال الوقت ومونتاج وتصوير أقرب للإشارة منها للتعبير (انظر هنا حوار انظر هنا حركة)..
ثم لماذا يظل أحمد عيد سجين هذا النمط من الأداء ذى البعد الواحد فى تفعيص ملامح وجهه وطريقة إلقاء الإفيهات التى تعتمد على كونه (غلباوى وغلبان) فى الوقت نفسه!
وللأسف لم تفلح الإعلانات التى حشرت فى الفيلم فى إشعارنا بأن إنتاج الفيلم ذو مستوى مختلف أو راق، حيث لم نر أثراً لفلوس الإعلانات فى كثير من مشاهد الفيلم ومناظره
البطل: أحمد عيد: الفيلم ليس عن عمال الغزل والنسيج وأمريكا تحرك الاعتصامات فى العالم كله
منذ قدم فيلم «ليلة سقوط بغداد» الذى أثار ضجة كبيرة ينتظر الجمهور كل جديد عند أحمد عيد سواء كان جيداً أو أقل، وقد أثار عيد ضجة أخرى عندما قدم فيلم «أنا مش معاهم»،
لكنه تبعه بفيلم «خليك فى حالك» الذى لم يلق النجاح نفسه، وقد اعتاد رامى على تقديم الكوميديا السياسية البسيطة، ويكمل ذلك الخط فى فيلم «رامى الاعتصامى» الذى يتناول اعتصامات الشباب التى زادت فى الأيام الأخيرة، ولكن من خلال شخصية شاب غنى.
* لماذا تصر على الكوميديا السياسية فى أفلامك؟
- كل ما يشغلنى هو تقديم أعمال فنية لها علاقة بالمشكلات التى يعانى منها المجتمع المصرى، الذى أشعر جيداً بهمومه ولكن بشكل كوميدى، وفيلم «رامى الاعتصامى» يعبر بشكل أساسى عن المشكلات التى يعانى منها الشباب، وله علاقة بالحياة السياسية وتم تناول الفكرة بشكل بسيط وسهل حتى يفهمها الجمور.
* ولكن الاعتصام الذى جاء فى الفيلم ليس له علاقة بالواقع؟
- قدمنا الاعتصامات بشكل كوميدى بسيط، وليس طبق الأصل كما يحدث فى الواقع، فاعتصام الفيلم عبارة عن فانتازيا فى إطار كوميدى، وكل شخص حر فى طريقة تناوله لمشكلة معينة، وأنا والمؤلف قدمنا وجهة نظرنا فى الاعتصامات، تعاملنا معها على أنها فكرة، وقدمنا منها عملاً لاقى أعجاب الجمهور - حتى الآن - و«مش مكسوف منه والحمد لله.
* ولكن الجمهور فوجئ بأن فكرة الاعتصام فى الفيلم جاءت أبسط مما توقعوه؟
- أنا قدمت الفيلم بطريقتى الخاصة، وغير مطالب بتقديم كل ما جاء فى اعتصامات عمال الغزل والنسيج، حتى يكون ما أقدمه اعتصاماً فأنا لا أقدم تراجيديا، وكل هدفى تقديم فيلم كوميدى، ولذا تعاملنا مع الجانب السلبى فى الاعتصامات، حتى تنفجر منه الإيفيهات التى أضحكت الجمهور.
* هل صحيح أن إيفيهات الفيلم من اجتهادك الشخصى وأضفتها على السيناريو؟
- حتى أكون صادقاً فإن بعض الإيفيهات كانت مكتوبة فى السيناريو والبعض الآخر كان من اجتهاداتى الخاصة التى أضفتها أثناء التصوير.
* يقال إنك تتعامل فى كل فيلم مع مؤلف ومخرج وممثلين جدد حتى تتمكن من فرض سيطرتك على العمل؟
- لا أتدخل أبداً فى اختصاص أحد، إلا لو كان مجرد إبداء رأى، ومن حق غيرى الأخذ به أو رفضه، وأحب أن أؤكد أننى ليست لى علاقة كما تردد بفكرة الفيلم، فهى ملك مؤلفها لؤى السيد.
* هل ترى أن الفيلم يحبط فكرة الاعتصامات ويؤكد أن المعتصمين لا يعرفون ماذا يريدون؟
-الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات أمر جديد على مجتمعنا المصرى، وسنأخذ وقتاً طويلاً حتى نتعود عليها ونهضمها، وهى ظاهرة يكفلها الدستور المصرى.
* وهل ترى أن فكرة الاعتصامات مرتبطة بالحرية المتاحة للشعب؟
- نحن لا نملك حرية تجعلنا نعترض على سياسة ما، أو نمارس حقنا فى رفض أشياء تمس حياتنا اليومية ومستقبلنا، إلى جانب أن هناك غياباً وفقداناً للثفاقة السياسية، وهذا يجعلنا نمارس الاعتراض والرفض بشكل غير حضارى، ولا يعنى ذلك أن الاعتصام ظاهرة سيئة بل من حق الناس أن تعتصم، ولكن المهم هو كيف يتعامل الطرف الآخر.
* معنى ذلك أنك تلقى المسؤولية على الحكومة؟
- أنا لا ألقى المسؤولية على أحد، ولكن يجب على الحكومة أن تسمع رأى المعتصمين الذين لهم الحق فى الاعتصام، بسبب فشلهم فى الحصول على مستحقاتهم بالقانون، ولكن ما يحدث أن الحكومة تقول لهم: «اخبطوا راسكم فى الحيط»، والفيلم يسخر من كل ذلك.
* وماذا يقصد الفيلم من الشعار الذى حمله الاعتصام وقلته فى النهاية: «لابد من التغيير»؟
- لم أقصد بها أبداً التغيير السياسى، إنما التغيير الداخلى فينا، حتى فى فهم الأمور بشكل جيد، ويجب على كل الناس أن تتغير حتى نتخلص من كل المشكلات التى نعانى منها.
* تعاون بعض الهيئات الأمريكية مع الاعتصام وتدعيمه لم يكن واقعياً؟
- تدخل أمريكا فى الفيلم لدعم الاعتصام والشد من أزر المعتصمين أمر طبيعى يحدث حالياً فى أغلب الاعتصامات، فهى تصطاد فى الماء العكر.
* ألا ترى أن أداءك الهادئ فى الفيلم كان متناقضاً مع فكرة الفيلم؟
- طبيعة الدور تتطلب منى تقديمها بهذا الشكل ومع ذلك هناك بعض المشاهد الأمر فيها اختلف.
* هناك تشابه بين شخصية رامى والشخصية التى قدمتها فى فيلم «أنا مش معاهم» من ناحية المستوى الاجتماعى وإدمان الحشيش وأصدقاء السوء مما جعل البعض ينتقدك لعدم التجديد.. فما رأيك؟
- «رامى الاعتصامى» يختلف عن «أنا مش معاهم» لأن رامى ابن ناس أغنياء جداً ولا أرى مشكلة فى ذلك، وكأننى قدمت فيلماً من جزءين بموضوعين مختلفين يربط بينهما خيط واحد، ومع ذلك لن أقدم مرة أخرى دور الشاب الغنى المستهتر الذى يحب فتاة ويغامر للوصول إليها.